«هدي النبي ﷺ وهدي السلف الصالح في نصيحة ولاة الأمور!»
✍️ يقول فضيلة الشيخ
ربيع بن زكريا أبو هرجة
-حفظه الله ورعاه-
«…وألا تتكلم بمساوئهم علنًا لا في المجالس الخاصة ولا في المجالس العامة ولا على المنابر ولا على صفحات الجرائد والمجلات ولا تغمزهم بكلمة ولو بحرف ولا بإشارة، لأن هذا مما يثير الناس عليهم، ومما يؤلب الناس عليهم إذا تكلمت بمساوئ الحكام يحصل بغض في قلوب الناس تجاههم وبالتالي تحدث الفتن وتحدث الفوضى وهذا مما لا يقره ديننا ولم يأمر به ربنا ولم يأمر به نبينا صلى الله وسلم.
لذلك لا يجوز أن تتكلم بمساوئ الحكام -لو وجدت- أمام الناس لا على منبر ولا في درس ولا في موعظة ولا في مواصلات عامة ولا خاصة ولا في المجالس العامة ولا في المجالس الخاصة ولا تكتب ذلك على صفحات الجرائد والمجلات، وإنما إن كنت ناصحا حقا وأردت أن تنصح لولاة الأمر وكنت ممن يصل إليهم فعليك أن تفعل كما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذهب إليهم في مكانهم الذي يكونون فيه وتأخذ بأيديهم وتساررهم بنصيحتك فيما بينك وبينهم هذا هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وهدي سلفنا، وقد سمعتم كما في الصحيح صحيح البخاري أن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قيل له: “ألا تكلم هذا الرجل؟” [يعنون عثمان رضي الله عنه] فقال: “قد كلمته فيما بيني وبينه دون أن أثير على الناس شرا” أو كما قال.
فهذا هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا هو هدي سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهم في النصيحة لولاة الأمور. إن كنت ممن يستطيع الوصول إليهم فاذهب إليهم وناصحهم فيما بينك وبينهم، بحيث لا يشعر بذلك أحد ولا تثير الناس عليهم، بل يجب عليك من النصح لهم أن تحب أن يجتمع الناس عليهم، وأن تبغض أن يتفرق الناس فيهم أو عنهم، فإن هذا مما لا يحبه الله سبحانه وتعالى ولا يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم»اهـ
[خطبة جمعة – شرح حديث الدين النصيحة ١٤٣٥/١٢/٢٣هـ]
انتقاه أخوكم – أبو يوسف أسامة الجزائري
١٤٤٤/١٢/٢٠هـ